كتبت: إسراء عبدالله
تذخر المنطقة العربية بالعديد من المناطق والمدن الأهم تاريخياً بل وحضاريا فى العالم أجمع، فهى تعتبر منطقة لا تستطيع أى منطقة بالعالم أن تصل لما وصلت إليه منطقتنا العربية من حيث العراقة أو الأصالة أو الحضارة.
فهى مهبط الديانات وحلقة الوصل بين المشرق والمغرب، ولذلك فإن أقدم المدن التى توجد فى العالم نراها تتواجد فى مناطق عربية بإختلاف البلدان المتواجدة بها تلك المدن.
وبالرغم من الجدل الكبير وتعدد الآراء ما بين المؤرخين والعلماء وغيرهم حول مسألة هوية ما هى أقدم مدينة توجد فى العالم، إلا أن الدارسات جميعاً بجانب علماء الآثار جاءوا بتأكيدا على أن المنطقة العربية تحضن أقدم مدن العالم على وجه الأرض.
ووفقاً لما جاء وتم نشره فى موقع "يو أس نيوز" والذى يفيد بأن هناك 6 مدن تقع فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على وجه التحديد هم الأقدم عالمياً وتاريخيا من أصل ثمانى مدن فى العالم.
وبعد تعدد الآراء التى تم ذكرها من قبل، تم الإتفاق على أن أقدم المدن فى العالم وعبر العصور هى مدينة أريحا الفلسطينية، حيث يرجع تاريخها إلى ما يقرب من 9000 عام ق.م، بالإضافة إلى أنه يوجد بمدينة أريحا سور لحماية تلك المدينة يعتبر من أقدم الأسوار التى عرفتها البشرية إلى وقتنا هذا، حيث أنه من المتوقع أن يكون تم إنشاؤه قبل الميلاد ب 8000 عام.
حيث تقع مدينة أريحا الفلسطينية فى وادى القلط بواحة الغور الأردني، فهى من أهم المدن جغرافيا فى المنطقة العربية حيث كانت تعبر عن طريقها القوافل التجارية فى الشرق أو فى الغرب، بالإضافة إلى كون مدينة أريحا الممر الغربى للبحر الميت ونهر الأردن، كما أنها بفضل موقعها الاستراتيجي فإنها تبعد عن عاصمة فلسطين ألا وهى مدينة القدس بحوالى ما يقرب من 36كم٢ على وجه التقريب.
ومن الدلائل الهامة على أقدمية مدينة أريحا الفلسطينية هو إقرار منظمة اليونسكو بأن هناك شواهد أثرية تفيد بأن المدينة الملقبة بإسم "تل السلطان" المعروفة بمدينة أريحا حالياً، هى واحدة من أقدم المدن الموجودة فى العالم.
والدليل الثانى على أقدمية مدينة أريحا الفلسطينية هو إقرار علماء الآثار بالضفة الغربية بأن تل السلطان أقدم مدينة محصنة فى العالم وأن بها بقايا أثرية ترجع إلى العصر الحجري الحديث وتستمر حتى العصر البيزنطي.
فقد أوضحت منظمة اليونسكو من خلال موقعها الرسمي أن مدينة أريحا الفلسطينية أهم مدينة فى الشرق الأوسط ووصفتها بأنها مهد الحضارات، بالإضافة إلى أن أريحا تتمتع بتراث ثقافى طويل الأمد لا مثيل له وتشهد على ذلك الثقافة الحضارية والمادية الموجودة بها فى الخنادق المحفورة فى أرض تلك المدينة.
ولكل تلك الأهمية التى تتمتع بها مدينة أريحا الفلسطينية يسعى الفلسطينيون لتعزيز كل جهودهم على مدينة أريحا لكى يتيح لهم تعزيز تراثهم المحلى مع وجود الإحتلال الإسرائيلي بوطنهم، فقد إزدادت لديهم تلك الأهمية بعد معرفتهم أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم علم الآثار وسيلة من وسائله لإثبات أحقيتهم اليهودية فى الأراضى الفلسطينية.
ونتيجة لذلك فقد كان يأمل الشعب الفلسطيني بأن يتد إدراج مدينة أريحا ضمن قائمة التراث العالمي وهو ما قامت به منظمة اليونسكو خلال اجتماعها والذى كان له أثر كبير على نفوس الإسرائيليين عقب صدور ذلك القرار.